الصفحة الرئيسية  ثقافة

ثقافة عاطف بن حسين: 70 بالمائة من الممثلين في رمضان لا يستحقون الوقوف مجددا أمام الكاميرا

نشر في  15 جوان 2016  (11:44)

سامي الفهري شخص مزاجي وأناني ويعتقد أنه قادر على التحكم في الممثلين

 بعد ان تابعناه السنة الفارطة في دور شاعري  وحساس جسّده في شخصية «سلمان» في مسلسل «الريسك» ، وشدّنا حضوره بشخصية العنيف في أولاد مفيدة ونقصد «منير»، نتابعه خلال هذا الموسم بشخصية الانتهازي «نجيب» في «وردة وكتاب» عبر القناة الوطنية الأولى، هو عاطف بن حسين، ذلك الممثل الذي يصر على ترك بصمته في كل عمل درامي يشارك فيه، فتارة نعجب به وأخرى نكرهه.
حول دوره في «وردة وكتاب»، مشاكله وتصريحاته بخصوص سامي الفهري، أبرز الأعمال التي شدت انتباهه..وغيرها من المواضيع كان لأخبار الجمهورية لقاء مع عاطف بن حسين..

كيف كانت ردود الفعل تجاه مسلسل «وردة وكتاب» الى حدّ الآن؟
الثابت انه من الصعب ايجاد موقف موحّد تجاه اي عمل درامي تونسي، و»وردة وكتاب» وكما نال اعجاب الكثيرين، الأكيد ان هناك من لم يقتنع به، نحن لا نستطيع ارضاء كل الأذواق، لكن ما يحسب لهذا العمل الدرامي انه ليس مبنيا على قصة واحدة ـ وحدة الحكايةـ  بل على عديد القصص والمواضيع، وبامكان اي تونسي ان يجد نفسه في احد المحاور..
معظم الشخصيات مقتبسة من الواقع، كما ان العمل يروي ما قبل وما بعد ثورة 14 جانفي انطلاقا من سيدي بوزيد وصولا الى العاصمة، فهل يمكن القول ان العمل هو توثيقي اكثر منه درامي؟
«وردة وكتاب» عمل له ابعاد تاريخية وتوثيقية، لأنه يصور احداثا عشناها بالفعل، كما اننا اعتمدنا على وثائق مصورة مأخوذة من الواقع، وهو ما سيقع بثه في قادم الحلقات، فالدراما شأنها شأن بقية المجالات مطالبة بأخذ موقف تجاه كل ما حدث وتوثيق كل الفترات... صحيح أن «وردة وكتاب» هو عمل درامي لكن قصته ليست خيالية ولا ابطاله من صنع الخيال هو ملتصق بالواقع يحاكيه ويحكي عنه، لقد سلط الضوء على الظروف الاجتماعية والاقتصادية والثقافية والسياسية ما قبل وبعد الثورة .
تجسّد شخصية «نجيب»، فهل هي شخصية حقيقية، ام انها مجرد محاكاة لشخصية تونسية انتهازية؟
نحن لم نشتغل على شخصية بعينها، لكن ما أؤكده هو أن نجيب شخصية غير خيالية وموجود على أرض الواقع، فهو نموذج عن رجال الأعمال المورطين مع النظام السابق.
ماهي الصعوبات التي واجهتها مع هذه الشخصية؟
طول مدة التصوير، حيث تم تخصيص مشاهدة عديدة لهذه الشخصية، وهو ما ستلاحظونه مع تطور الأحداث في «وردة وكتاب» مسلسل سيبث في 30 حلقة والاحداث في نسق تصاعدي، ومن الصعوبات الاخرى هي اننا اشتغلنا كثيرا على الشخصية الى أن توصلنا الى النسخة الأخيرة، حيث حاولنا ان يكون «نجيب» شخصية واقعية دون أي أخطاء.
ماذا عن الانتقادات التي وجهت الى العمل، خاصة من الناحية التقنية، حيث اكد البعض ان التصوير تم بطريقة تقليدية جدا؟
ما أثار استغرابي فعلا هو أن مسلسل «وردة وكتاب» تعرض الى «الضرب» والهجوم والانتقادات منذ اليوم الأول في التصوير، وكأن ما قمنا به جريمة في حق تونس.
اما بخصوص الجانب التقني والتصوير، فالثابت توجد عديد الهفوات التقنية، لكن صدقا أنا لا أفهم في الجانب التقني، وفي ما يتعلق بالصورة فذلك متعلق بجودة البث على القناة الوطنية، صراحة لماذا تم التركيز على الجانب التقني وجودة الصورة في «وردة وكتاب» وكأن ما يبث على بقية القنوات الخاصة، ذو جودة عالمية ونحن من ارتكب جريمة في حق الصورة، عموما انا غير قادر او مؤهل لتقييم أي عمل سواء تلفزي أو سينمائي من الناحية التقنية.
تحدث عن تعرض العمل الى الهجوم منذ اللحظات الأولى للتصوير، ممن؟ ولماذا؟
كلنا على علم بالصراع الأزلي داخل مؤسسة التلفزة بخصوص الانتاج المحلي والتعامل مع منتج منفذ، فلو كلفت التلفزة منتجا منفذا لتقديم عمل درامي لانتفض البعض رافضين سياسة الاعتماد على كفاءات من خارج المؤسسة ولو قامت بانتاج عمل درامي والاعتماد على «أبناء الدار» لوجدت أصواتا منادية بالانتاج الخاص، وهذا الصراع لم ينته، وبالتالي فالهجوم الذي تعرضنا اليه انطلق من أبناء المؤسسة ثم تفرّع خارجها.
7 أشهر تصوير، وقرابة 200 ممثل وميزانية قاربت 3 مليارات، ألا ترى أن هناك مبالغة في هذا الأرقام مقارنة بما قدّم؟
اولا أشير الى تكلفة المسلسل هي تحديدا ملياران و400 الف دينار، وتعتبر هذه الميزانية ضئيلة جدا بالنسبة لعمل درامي يقدم في 30 حلقة، فالمسلسل ضم 195 ممثلا و145 ديكور وصور في اماكن مختلفة، وبالتالي ميزانيته عادية ان لم نقل أقل من العادية مقارنة ببقية الأعمال، من جهة أخرى أفيدكم أنه لو ثبت وجود تجاوزات مالية او سرقة أنا مستعد لفضحها، رغم يقيني بعدم وجود اي تجاوزات لأنه وحسب ما عاينته فقد تم الضغط على المصاريف بطريقة كبيرة، وهنا أسرّ لكم بأن عقدي بهذا العمل هو بنصف قيمة عقد السنة الفارطة .
رغم هذا المبلغ الذي يعتبر مهما، حيث انه يمثل ربع الميزانية المخصصة للتلفزة التونسية، فان القناة الوطنية الأولى كانت خارج المنافسة، ولم تحقق أي نجاح يذكر ب»وردة وكتاب»؟
ما دخل القناة الوطنية في المنافسة؟ ليكن في علمكم أن المرفق العمومي هو خارج المنافسة وغير معني بها، فمنتوج القناة الوطنية غير موجّه «للياغورت» و«الطماطم» .
كما أفيدكم أن القنوات الخاصة لن تستفيد ان دخلت القناة الوطنية في المنافسة لأنها أغنى قناة في تونس وميزانيتها يصادق عليها مجلس النواب، اضافة الى التمويل من قبل دافعي الضرائب، وهي امتيازات محرومة منها بقية القنوات الخاصة التي تعتمد في ميزانيتها على عائدات الاشهار وبالتالي من غير المعقول وضع القناة الوطنية في المراتب الأولى لنسب المشاهدة لأنها ستتحول بذلك الى غول في المشهد الاعلامي المرئي.
هل نفهم من كلامك ان عدم وجود القناة الوطنية في المراتب الاولى لنسب المشاهدة هو امر مدروس وان شركات سبر الآراء تتعمد ذلك؟
بطبيعة الحال فشركات سبر الآراء تشتغل لصالح القنوات الخاصة، التي تهدف الى احتلال المراتب الاولى للظفر بنصيب الأسد من كعكعة الاشهار، ونظرا وكما أخبرتك إلى أن القناة الوطنية هي الأغنى وليست في حاجة الى عائدات الاشهار من الطبيعي ان تحرص هذه الشركات على عدم وضعها في المراتب الاولى، ضمانا لاستمرارية بقية القنوات.
 خلاصة القول لا تستطيع أي قناة خاصة منافسة القناة الوطنية، ولعلمكم جلّ هذه القنوات رصيدها في «الروج» .
أنت لا تقر بفشل العمل، وتؤكد أنه يحظى بمتابعة المشاهد التونسي واهتمامه؟
هذا مما لا شكّ فيه فكل الشعب يشاهد «وردة وكتاب»، وشخصيا اتابعه باستمرار، ثم انتقل الى بقية القنوات.
هل ان المشاكل المادية التي عانيت منها السنة الفارطة مع قناة حنبعل في مسلسل «الريسك»، هي التي دفعتك للالتحاق بالمرفق العمومي؟
انا لا أتذكر اني رفضت يوما المشاركة في عمل درامي لصالح القناة الوطنية، وقد يكون هذا الأمر متعلقا بجانب التضحية والعرفان بالجميل.
اما بخصوص تعاملي مع حنبعل ومع الخواص فأنا لا أنكر أني «تلكعت» منهم، خاصة مع غياب الضمانات .
هل تلقيت عروضا أخرى الى جانب «وردة وكتاب» ؟
تلقيت اقتراحا للمشاركة في مسلسل «فلاش باك» للمنتج نجيب عياد والذي سيبث على الحوار التونسي، لكن رفضت لا لشيء سوى لالتزامي مع القناة الوطنية .
الى حدّ الآن ماهي الأعمال الدرامية التي شدّت انتباهك؟
هي بعض المشاهد التي شدّت انتباهي وليس اعمال بذاتها، رغم اني أنوّه بمجهود المخرج «مديح بالعيد» في مسلسل الأكابر، فمديح تعوّد على مفاجأتنا بأعمال محترمة .
وماذا عن الكوميديا؟
شخصيا اعجبت بسلسلة «بوليس 2»، ومن المشاهد التي نالت اعجابي هي تلك التي تحدث فيها كمال التواتي بالانقليزية .
لماذا تجاهلت في اختيارات مسلسل «أولاد مفيدة»؟
اعترف بمجهود وحرفية الممثلة المتميزة وحيدة الدريدي، اما عن العمل ككل فسأحكم عليه بمجرد اكمال قصته .
هل توافقني الرأي في كوننا نعاني من أزمة سيناريو؟
مشكلة تونس تتمثل في غياب تصوّر واضح لسوق الدراما، التي لا تفتح أبوابها سوى خلال شهر رمضان لتغلق مع أبوابها في آخر يوم منه، ومن المعضلات الاخرى التي نعاني منها عي غياب القوانين المنظمة لهذا القطاع، والى جانب هذا وذاك نحن نعاني من ازمة كتابة ومن تمثيل كذلك، لان التمثيل في تونس «حكاية تقتل بالضحك» وشخصيا لم أر في حياتي رداءة في التمثيل اكثر من التي شاهدتها هذه السنة، بل اقر لكم بأن 70 بالمائة من الممثلين لا يجب أن يقفوا مجددا أمام الكاميرا، للأسف يعتقد البعض ان التمثيل هو عروض أزياء وكمال أجسام، نفس الأمر بالنسبة للمسرح ف70 بالمائة لا يجب مدهم بالدعم مدى الحياة.
صراحة لماذا تطرقت اعلاميا الى مشاكلك مع سامي الفهري وتعمده قتل شخصية منير اليوم بالذات؟
لأني حاولت طيلة سنة كاملة الظفر باجابة واحدة ومبرر لقتل شخصية عمار لكني فشلت في ذلك، ومع اعادة القناة بث الجزء الاول وبثها لبعض اللقطات السابقة خلال هذا الجزء طرح عليّ سؤال حول شخصية عمار فأجبت بكون سامي الفهري قتل هذه الشخصية متعمدا وأن عملية القتل كانت سخيفة ولا مبرر فنيا لها .
ان سامي الفهري تعمّد قتل شخصية منير ليس لاسباب متعلقة بالسيناريو والتمشي الدرامي والفني بل لأسباب ذاتية ونتيجة أنانيته .
لكن سبق وان تم قتلك في عديد الأعمال الدرامية، فلماذا التركيز على شخصية «منير»؟
هذا صحيح فأنا الممثل المقتول رقم 1» في تونس وما من عمل شاركت فيه الا وتم قتل شخصيتي في النهاية، لكن هناك اختلاف ففي الاعمال السابقة انا من طالب وسعى الى قتل الشخصيات خدمة للسيناريو وكان القتل مبررا لكن مع منير في أولاد مفيدة لم يكن من الضروري التخلص من الشخصية.
 فشوكو تم قتله في مكتوب، مع العلم انني من طالب بذلك، كذلك الامر بالنسبة الى شخصية «عمار» في «ناعورة الهواء» والارهابي في مسلسل «نجوم الليل»، لقد كنت مقتنعا بكل تلك الميتات لكن ميتة منير في أولاد مفيدة لم أقتنع بها، وكـأن بسامي الفهري قتلني فعلا ، عموما انا لن اشارك مستقبلا في أي عمل لسامي الفهري، فتجربتي معه انتهت والى الأبد.
فهمت من حديثك أن مشاكلك مع الفهري ليست فنية بل شخصية؟
بطبيعة الحال هو جدال شخصي، لأن الفهري يحكم على الممثل وعلى تعامله معه وفقا لمجرد اشاعات واقاويل صادرة عن زبانيته ولا «يتربص» قبل اخذ قرارات مصيرية، انه شخص مزاجي وأناني ويعتقد انه قادر على التحكم في الممثلين.
عموما الفهري استغلني للتعريف بالجزء الأول من المسلسل، حيث كنت عبارة عن الطعم الذي شدّ به انتباه المشاهد ثم وبمجرد تموقع المسلسل قتلني بطريقة سطحية وغير مقنعة .
لكن لا يجب أن تنكر ان أدوارك المهمة كانت مع سامي الفهري؟
ببساطة لأن أي مسلسل يعرض على قناة الحوار التونسي هو ناجح بالأساس، وليس لجودته بل لاعتقادات راسخة في مخيلة الشعب التونسي الذي تبنى هذه الفكرة في اللاوعي.
 سبق وتحدثت بصفتك مستشار وزير الثقافة السابقة لطيفة لخضر عن فساد ينخر وزارة الثقافة، فهل مشكلة عاطف مع الوزارة أم مع الوزيرة الجديدة سنية مبارك؟
شخص الوزير لا يعنيني في شيء، فأنا تحدثت عن فساد داخل الوزارة وادارتها وعن الاخطبوط الشرير داخلها، مع احترامي للشرفاء بالوزارة، واكدت ان هذه الوزارة في حاجة الى وزير متمرس وعلى علم بخبايا الواقع الثقافي، وأن يكون صاحب شخصية قوية قادرة على الدفاع عن ملفات بعينها وفضح كل التجاوزات واخذ قرارات حاسمة، مع العلم ان كل المعلومات التي بحوزتي سلمتها الى رئيس الحكومة الذي طالب بلقائي صحبة عدد من المثقفين.
ماذا لو حدثتنا عن جديدك بعيدا عن «وردة وكتاب»؟
لقد عرضت مؤخرا على رئيس مدير عام التلفزة التونسية، بعض حلقات مسلسل جديد من 15 حلقة من انتاج «نوارة تونس»، واقترحت عليه بث هذه العمل الذي ننكب منذ مدة على انجازه خارج السباق الرمضاني مع العلم انه لو تمت الموافقة حسابيا سيكون العمل جاهزا يوم 15 مارس 2017.
من جهة اخرى نحن نعد لعمل مسرحي ضخم ومن المنتظر ان يرى النور خلال السنة القادمة.

حاورته: سنــاء المــاجري